
HAKAIA Worldwide is a popular online newsportal and going source for technical and digital content for its influential audience around the globe. You can reach us via email or phone.
+(785) 238-4131
hakaia.latifa@gmail.com
"محمد الخليفاتي" أو "الشاب مامي" أو "أمير الراي" عشق الفن منذ الطفولة وبداية ظهور نبوغه الفني يعود إلى سنة 1982 وكان عمره آنذاك 16 سنة حيث شارك في الجزائر في برنامج "ألحان وشباب" وحصل على المركز الثاني.
الشاب مامي الذي أسال الكثير من الحبر حول مسيرته الفنية وحياته الشخصية يري في تصريحات صحفية أن: "غالبية ما ينتج حاليًا تحت مسمّى أغنية الراي أضحى وجبة خفيفة. في وقتنا كنّا نبحث عن الكلمات والموسيقى ونتعمّق في الأمر، كنّا نعتبر أغانينا كطبق غذائي يستوجب تحضيرًا جيدًا وتوابل جيّدة ليظهر في حلّة جميلة.. وعن المحنة التي مر بها وتجرية وتبعاتها قال بإقتضاب شديد:" كان لها فضلٌ كبيرٌ في اكتشافي للكثير من الأشخاص المزيفين الذين كانوا حولي، هاتفي أصبح لا يرن كالسابق وابتعد عنّي كثيرون..
وفي تلك السنوات، كنت أعيش حياتي بعيدًا عن الفن، اكتشفت حياة أخرى، صرت أتسوّق بمفردي، أسير في الشوارع، أعيش حياة يومية بعيدًا عن الشهرة وضريبتها، واكتشفت ما يسميه الناس راحة البال."
في ليلية اكتمل فيها القمر، وفي مهرجان يحلوا فيه السهر، وفي فضاء قريب من البحر يكثر فيه الشجر، غصت مدارج مسرح الهواء الطلق في الحمامات بالجماهير التي استطاعت أن تجد تذكرت تمكنها من متابعة سهرة يحييها النجم العالمي الشاب مامي غير عابئة بدعوات مقاطعة سهرته لأن أسسها حسب المقبلين على الحفل ليست فنية بل شخصية، وهو ما جعل تذاكر السهرة تنفذ قبل شهر من موعدها المقرر يوم 08 أوت 2025 والاماكن الشاغرة في المسرح تنفذ قبل ساعتين من انطلاق العرض الحدث، عرض عودة الشاب مامي إلى الغناء في المهرجانات بعد سنوات طويلة من الغياب، غياب لم يكن سهلا عليه ولا مستساغا لدى محبيه الذين انتظروا عودته بفارغ الصبر وكانوا في الموعد عندما عز اللقاء.
بعد ساعتين من الانتظار قضيتها وسط جمهور متنوع، بعضه من جيلي وعدد لا يستهان به من الجيل الجديد، صعد الشاب مامي إلى ركح المسرح الهواء الطلق في الحمامات وكانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا وخمس دقائق وغادره قبل الساعة الحادية عشرة ونصف ببعض الدقائق، فهل كان خلال الفترة التي قضاها على الركح عند حسن ظن عشاقه الذي قدموا وهم يمننون أنفسهم بأن تكون السهرة رائقة يسمعون خلالها أغانيهم المفضلة ويرقصون فيها على ايقاع الراي ويستمتعون بصوت مطرب لديهم العديد من الذكريات مع أغانيه الفردية والثنائية؟، وهل حقق الشاب مامي مراده ومراد الحاضرين، وأمتع الاخرين؟ أم كان بالإمكان أحسن مما كان.
عند دخوله الركح حظي
الشاب مامي باستقبال كبير حيث وقفت الجماعية الحاضرة وصفقت له طويلا وشاركته الغناء إلى حد يمكن القول انها كانت جزء من الفرقة.
ويمكن القول إن الاستقلال الحار الذي حظي به الشاب مامي والذي تواصل من بداية السهرة إلى نهايتها دون انقطاع تضمن عدة رسائل طمأنة ودعم للفنان، وكأن الجمهور يقول له لقد اخترت العودة إلى الأضواء من بوابة مهرجان الحمامات الدولي وجمهور هذا المهرجان العريق مشتاق اليك وسيدعمك ولن يخذلك فخذ الثقة في نفسك وغني لنا أغانيك التي مازلنا نحفظها عن ظهر قلب ونشتاق إلى سماعها إلى اليوم فهي مثل الذهب دائمة اللمعان ولا يتسلل إليها الصدأ وهي اجمل عندما تؤديها على المباشر بصوتك الشجي وبطريقتك الخاصة والمتفردة في الاداء وفي تقطيع الكلمات وفي تحويل المنطوق الى مسموع والمسموع إلى طرب يشنف آذان المستمعين ويحلي ليل الساهرين.
وتجاوبا مع التفاعل والترحاب الذي وجده الشاب مامي من جمهور الحمامات سهرة حرص على تقديم سهرة لا تنال الاعجاب فحسب وإنما تدرج ضمن قائمة أفضل العروض التي قدمت خلال الدروة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، ولبلوغ هذه الغاية وتلبية مختلف الأذواق تعمد المراوحة بين الأغاني ذات الإيقاع السريع التي تمايلت على انغامها الجماهير الحاضرة وبين الاغاني الهادئة والرومنسية التي لا تقل شهرة عن النجاحات الفنية التي حققها.
وتضم قائمة الأغاني التي قدمها الشاب مامي في هذه السهرة الرائقة والتي كانت بالنسبة لعدد كبير من الحاضرين من جيل التسعينات وجيل الالفين سهرة الحنين واسترجاع الذكريات
نذكر الأغاني التالية : "Au pays des merveilles" و"أزوا"، وLET ME CRY وMA VIE 2 FOIS، وMADANITE وMELI-MELI A وTZAE-TZAE وKOUM TAR وDOUHA ولزرق وبلادي وMAMAZAREH، وHAOULOU ومقتطف من الأغنية التونسية الشهيرة "جاري يا حمودة".
ولئن كان الجمهور، وأنا موجود وسطه، في قمة السعادة والانبساط والنشوة ويعتبر نفسه من المحظوظين لأنه تمكن من قنص تذكرة وسط الاقبال الكبير على العرض ونفاذ التذاكر في وقت قياسي، واستمتع بحفاظ نجم السهرة الفنان العالمي الشاب مامي على حلاوة صوته واستحسانهم خياراته الفنية وايقاع السهرة التي قدمها فإن ذلك كاد يتلاشى عندما اعلن الشاب مامي مباشرة بعد الانتهاء من أداء أغنية "فاطمة" ودون تمهيد مسبق عن نهاية الحفلة.
ومما زاد في دهشة الجماهير التي كانت تمني النفس بأن تكون السهرة أطول وأن تتضمن أغني أخرى يعشقونها تغافل عنها عدم منح الشاب مامي الفرصة للجمهور لمطالبته بالمزيد فقد أسرع في العودة إلى الكواليس دون أن يلتفت إلى الوراء ودون أن يتساءل: هل جمهوري راض عني؟ هل قصرت في حقه ولم اسعى إلى أن أصل به إلى أقصى درجات السعادة والرضا الممكنة؟
وما هو مؤكد انطلاقا مما سمعته من الجماهير التي كانت بجانبي أن الشعور بالدهشة والخبرة كان مضاعفا لدى من واكب حفل الشاب مامي في مهرجان الحمامات الدولي صائفة 2011 فقد دام في تلك السنة قرابة الساعتين في حين تقلصت مدة العرض بحولي 40 دقيقة في صائفة 2025، في وقت تضاعف فيه الرصيد الفني للشاب مامي بما يسمح له بمواصلة السهرة بكل أريحية واسعاد من اسعده وادار ظهره لدعوات مقاطعة.
للأسف سخاء الفنان مع جمهوره صفة نادرة في الوقت الراهن بالرغم من أنها ترفع من قيمته لدى عشاقه وتوسع دائرتهم، وكلما قلل الفنان من التضحية من أجل اسعاد جمهور سعى إلى اسعاده ولم يبخل عليه بالحضور والتشجيع كلما تراجعت شعبيته ومحبته..