
HAKAIA Worldwide is a popular online newsportal and going source for technical and digital content for its influential audience around the globe. You can reach us via email or phone.
+(785) 238-4131
hakaia.latifa@gmail.com
" لست سياسيا لكن ما يحدث من تجويع وحرب في غزة مؤلم، لا يمكنني العزف دون الإشارة الى نضالاتهم ووجعهم، هدفي ليس السياسة ولكنني انسان وأب" الفنان ابراهيم معلوف خلال العريض الموسيقي الذي قدمه على ركح المسرح الروماني بقرطاج
عشقي لموسيقى الجاز وصوت آلت الترونبيت دفعاني إلى مواكبة عرض العازف والمؤلف الموسيقي العالمي ابراهيم معلوف رفقة فرقة أبواق مايكل أنج والذي أحياه يوم السبت 26 جويلية 2025 ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي وواكبه قرابة السبعة آلاف متفرج.
فالمعلومات التي لدي عن هذا الفنان الذي غادر لبنان صغيرا رفقة عائلته هربا من ويلات الحرب الأهلية ليستقر في فرنسا شحيحة وقليلة لكنها تضاعفت بعد الحفل ويبدو أنني أصبحت من عشاق فنه كيف لا وقد قدم على ركح المسرح الروماني بقرطاج عرضا موسيقا مبهجا إن جاز التعبير فالموسيقى التي قدمها تدخل البهجة إلى نفوس مستمعيها وتزيل عنهم حانبا من ضغوطا الحياة اليومية التي دفعتهم إلى اقتطاع تذكرة وحضور حفل فني للترويح على النفس تحت شعار "لنا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة"...
وفي تقديري هذا الحفل حقق مراد من واكبه سواء بدافع عشق الموسيقى التي يقدمها ابراهيم معلوف أو بدافع الفضول كما هو الحال بالنسبة لي فقد استطع معلوف رفقة فرقته التي تضم تسعة عازفين بينهم خمسة على الترنمبيت وعازف على الساكسفون وعازفين على القيثارة الألكترونية وعازف على آلة الباتري وكلهم يرتدون زيا محودا بلابس صيفية سوداء اللون وحذاء رياضي أبيض للتنقل بأريحة فوق الركح من تقديم موسيقى شدت الحاضرين من مختلف الأعمار فتمايلوا على ايقاعها من بداية الحفل إلى نهايته.
وفي هذا الحفل الذي استمرة قرابة التسعين دقيقة تقمص الفنان ابراهيم معلوف عدة أدوار في ذات الوقت، فكان العازف البارع على الترنبيت التي ورثها عن والده ولا تشبه مثيلاتها وكان منشط الحفل يقدم فقراته بكل أرحية وكلما شعر بنزول ايقاع الحفل يوقف الفرقة ويشرك الجمهور في العرض سواء بمطالبته بالوقوف أو بالرقص أو بإعادة تريد النغمات الموسيقية التي يلقنها لهم ويجعلهم بعد ذلك كورالا يرافق فرقته في عزفها فيزيده ذلك من متعة الحفل وجماله.
كما تقمص الفنان ابراهيم معلوف في هذا الحفل دور قائد الفرقة مع الاشادة بالعازفين الذين معه وبمخبرتهم ومهارتهم، وكان بين الحين والآخر يرقص مع الجمهور ومع الراقصة الوحيدة التي كانت رفقة فرقته والتي ابهرت الجمهور بخفتها ورشاقتها.
وخلال هذا الحفل الرائق لم يلتزم ابراهيم معلوف بنمط موسيقي واحد فقد انتقل ببراعة بين عدة انماط فنية عالية لكن مع لمسة شرقية ومن بين هذه الانماط تذكر الجاز والبوب والروك، وكان الخيط الرابط بين القطع الموسيقية المعزوفة والغير مصحوبة لا بكلمات ولا بكورال ولا بمنشدين هو أجواء الإحتفال بالزواج في جميع مراحله بدأ بطلب موفقة الشريك وصولا إلى الزواج ومرورا بالخطوبة... وقد أكد معلوف على هذه المسألة عدة مرات خلال السهرة مشيرا أن فكرة العرض مستمدة بالاساس من حفل زفافه الذي تم سنة 2020 على الفنانة اللبنانية هبة طوجي ومن الأجواء الفنية والطربية والارتجالات الموسيقة التي رافقته والتي ثم تم فيما بعد الاشتغال عليها وصنع عرض طريف ومتكامل انطلاقا منها وهي موجودة في ألبومه الذي يحمل عنوان"ترومبيت مايكل أنجلو".
وفي ختام الحفل دعى ابراهيم معلوف عشاق فنه إلى منابعة جديده واخباره عبر صفحته في انستغرام، وطلب من عشاق الترومبيت إلى الاتحاق "باكاديمية مايكل أنجلو" التي يقدم فيها دروس تعليم مجانية على ترنبيت من ابتكار والده واسمها "توما"، مشيرا إلى أن عددا من طلبته المتميزين يشاركونه فرحة لقاء الجمهور في المهرجانات الكبرى ومن بينهم طالب وطالبة نالا شرف العزف على ركح قرطاج رغم صغر سنهما.
وقد كانت حل القطع الموسيقية المعزوفة في سهرة ابراهيم معلوف على ركح المسرح الروماني بقرطاج من تأليفه باستثناء معزوفتبن الأولى اغنية "سيدي منصور" وهي تحية لتونس وجمهور مهرجان قرطاج الدولي والثانية "سألوني الناس" تحية لروح المبدع الكبير زياد الرحباني وقد انشدها الجمهور الحاضر بانسجام كبير.
وقد أكد هذا الحفل الذي حضر فيه العازفون وغاب عنه المطربون أن جماهير مهرجان قرطاج الدولي تعشق كل جميل كما يقول الشاعر التونسي المصري الكبير بيرم التونسي، فملأ مدرجات المسرح الروماني بقرطاج وامتاع الحاضرين غير مقتصر على المطربين والمسرحيين فللعازفين والمؤلفين الموسيقيين امكانية تحقيق ذلك كما هو الشأن مع الفنان ابراهيم معلوف وذلك يتطلب دون شك الاعداد الجيد للحفل وامتلاك العازف المبدع عرضا موسيقا متكاملا فيه سينايو واضح ومشهدية تشد المتلقي من أول عرض إلى نهايته دون أن يشعر بالكلل والمال إضافة إلى حسن تعامله مع الحفل ومستجداته.
بقلم: ر.س